“التخطيط والفعل يجب أن يتسما بعقلانية وحكمة وتقييم مختلف جوانب الفعل”، هكذا رد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني للشؤون السياسية العميد يدالله جواني، قبل يومين، وذلك ردا على تأخر الرد الإيراني عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، اسماعيل هنية، قبل أشهر، ومن ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.
وليلة أمس أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل استهدف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، مؤكدا أن 80% من الصواريخ وصلت إلى هدفها.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل قد فشل، مهددا بأن طهران ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه.
ورغم تكتم الكيان الإسرائيلي الشديد، على آثار الهجوم الإيراني على أراضي الاحتلال ليلة أمس، فإن احتفالات الفلسطينيين على مشارف أراضي الاحتلال، والعديد من المقاطع المصورة تقول غير ذلك.
دعم أمريكي
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نسق مع الجيش الأمريكي “في الدفاع والتعاون قبل الهجوم الإيراني وخلاله وبعده”.
وأكد أن “جيش الدفاع والجيش الأمريكي عملا معا في الدفاع والتعاون أيام قبل الهجوم الإيراني وخلاله وبعده”، مشددا على أنه سيواصل “تعميق العلاقة مع الجيش الأمريكي انطلاقا من التزامه بتعزيز الاستقرار الإقليمي والتنسيق بين الجيشين”.
من جهته قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن دعمت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأنها تجري اتصالات مع إسرائيل حول كيفية ردها على القصف الإيراني.
وقال بايدن “دعمنا دفاعات إسرائيل.. الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل كامل”.
دعم فرنسي
أما مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد أعلن أن عسكريين فرنسيين شاركوا في التصدي للهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، يوم الثلاثاء: “بناء على التزامها بأمن إسرائيل، قامت فرنسا بحشد وسائلها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني”.
دعم بريطاني
فيما أكد وزير الدفاع جون هيلي، في بيان عبر منصة “إكس”، أن القوات البريطانية “لعبت دورها” في دعم إسرائيل بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ عليها وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ولم يذكر الوزير أي تفاصيل، كما لم ترد وزارة الدفاع بعد على طلب من “رويترز”، للتعليق على كيفية مشاركة القوات البريطانية.
دعم أردني
وفي المملكة الأردنية، قالت مديرية الأمن العام الأردنية، في بيان الثلاثاء، إن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.
كما نقلت وكالة رويترز عن شهود “اعتراض صواريخ إيرانية في الأجواء الأردنية أثناء تحليقها باتجاه القدس”.
وأعلنت الجيش الأردني إعادة فتح أجواء المملكة أمام حركة الطائرات القادمة والمغادرة بعد تصدي المضادات الأردنية الأرضية وسلاح الجو لمئات الصواريخ التي أطلقت من إيران وإسقاطها داخل خمس محافظات أردنية.
عين الأسد
وخلال الهجوم ليل أمس الثلاثاء، نقلت قناة الجزيرة عن مصدر أمني، قوله إن الدفاعات الجوية الأمريكية بقاعدة عين الأسد غربي العراق تتصدى للصواريخ الإيرانية.
بعد ذلك، أشارت وسائل إعلام إلى سقوط صاروخ على قاعدة عين الأسد، الأمر الذي ردت عليها المقاومة الإسلامية في العراق فورا، قائلة إن “عملية استهداف قاعدة عين #الأسد التي أعلن عنها الأمريكان هي عمل مشبوه”.
تعاون مستمر!
في منتصف نيسان الماضي، شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل قالت طهران إنه جاء رداً على استهداف قنصليتها في دمشق.
وقتها أشارت قناة “12 الإسرائيلية” إلى مشاركة قوات جوية أمريكية وبريطانية في إسقاط الأهداف الإيرانية، ودار حديث أيضاً عن مشاركة فرنسية بسيطة من خلال تسيير دوريات في المنطقة، لكن الأمر الذي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بشأنه هو ما قيل عن تعاون بعض الدول العربية وتحديداً الأردن في التصدي للهجمة الإيرانية.
صحيفة الإيكونوميست البريطانية تحدثت عن أن “دول الخليج، بما في ذلك السعودية، ربما لعبت دوراً غير مباشر أيضًا، حيث تستضيف أنظمة دفاع جوي غربية، وطائرات مراقبة وطائرات للتزود بالوقود، على الرغم من إعلان أكثر من دولة خليجية أنها لن تسمح بضرب إيران انطلاقاً من أراضيها”.
وقالت ميراف زونسزين كبيرة محللي الشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية والكاتبة في صحيفة هآرتس في تغريدة لها إن “العنوان الرئيسي في إسرائيل هذا الصباح هو اعتراض القوات الجوية الأردنية لطائرات دون طيار في مجالها الجوي في طريقها إلى إسرائيل. والخلاصة هي أن الصفقات الدبلوماسية حيوية لتحقيق الاستقرار”.