اخر الاخبار

صواريخ ومسيرات بكل مكان.. خطاب قاسم ينتهي والهجوم القاصم يبدأ على الكيان

ما إن انتهى خطاب الأمين الرابع، الذي توعّد الكيان...

بمساحة 6300 كم مربع.. مؤسسة صينية توقع عقداً لتطوير رقعة نفطية عراقية

  كشفت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، الأربعاء، عن توقيع...

بينما تتكدس جثث الأطفال والنساء.. السعودية تعلن بقاءها ضمن دائرة المطبعين

  جددت المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، تمسكها بإقامة الدولة...

ذات صلة

تحقيق “إيشان”.. ضحايا العيادات الوهمية: من “كلكم وردة” للعمليات والعلاجات المغشوشة

شارك على مواقع التواصل

يقف أمير علي، أمام باب محله الواقع في منطقة الشعب، في العاصمة العراقية بغداد، وهو ينتظر دواء وصف له عبر صفحة تحمل أسم الطبيب “وليد سرحان”، لكنه حين استلمه من مندوب التوصيل اكتشف أنه “ورق أعشاب دون أي علامة تجارية فقد وضعوها في علبة شفافة”، ليتصل بعدها بالمندوب لكي يفهم ما جرى، لكنه لم يحصل على أي رد، ليجد نفسه قد تعرض للاحتيال من قبل صفحة تنتحل أسم الطبيب المذكور، حيث تواصل معه بشكل مباشر بعدها، ليقول له بأنه “لا يبع أي دواء خارج عيادته، وليس له علاقة بالأعشاب لا من قريب ولا من بعيد”.

“صفحات وهمية”، تظهر أيام وتختفي أخرى، تمارس احيالاً على المرضى ومن يحتاج للمشورة والعلاج، ومنها من جرى رصده، من صفحات مثل (دليل الأطباء- علاجك يمنا- العلاج بالأعشاب- الدكتور وليد سرحان- سيف سمير البياتي، فلاح العزاوي)، وهذه صفحات متابعة بالآلاف، تنتحل أسماء أطباء معروفين على مستوى العراق.

من بغداد إلى أربيل
أخيراً، يقف الشاب أثير علي (33 عاماً)، داخل عيادة الدكتور وليد سرحان، في المستشفى الدولي في أربيل (300 كم عن العاصمة بغداد)، بعد أن في نهاية شباط من العام 2024، بعد أن تعرض للاحتيال من صفحة تحمل اسم (الدكتور وليد سرحان)، حيث تواصل مع الصفحة الوهمية من خلال “تطبيق ماسنجير)، ليأتيه العلاج الذي طلبه بأقل من 24 ساعة، لكنه صدم بأنه مجموعة أعشاب، عاود أثير وارسل الصفحة المعنية، فلم يرد عليه أحد.

حين دخل اثير على الطبيب أطمأن، أنه هو بعينه، الذي يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس غيره.

بدأت طرق الاحتيال مع أثير، بعدما كتب أسم (وليد سرحان)، على محرك البحث في غوغل وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ليبحث عن مكان عيادته، لتظهر له صفحات عدة تدعي أن لديها كل “علاجات واستشارات الطبيب وليد سرحان (
يبدأ أثير، وهو يعاني من (ضغط الدم المزمن)، بكتابة رسائل لصفحة تحمل أسم الطبيب المراد، فيأتيه الرد سريعاً: “تفضل كيف نستطيع أن نخدمك”، ليكتب لهم أثير عن حاجته للمراجعة مع الطبيب، لكن من يرد عليه يخبره بأنه “يستطيع أن يكتب لهم أعراضه التي يشعر بها، وهم سوف يوصلون له دواءً خاصاً بحالته، دون الحاجة لقطع مسافة طويلة من بغداد لأربيل”.

يتردد أثير قليلاً، لكنه يفكر بسلبيات ترك عمله لعدة أيام، وتحمل عناء السفر، فيقرر التعامل مع هذه الصفحات ظناً منه أنها تابعة لفريق طبي يتبع للدكتور سرحان.

لم تكن حالة، أثير وحدها، فحينما وصلنا إلى عيادة الدكتور (وليد سرحان)، الواقعة في (مستشفى أربيل الدولي)، وجدنا العديد من المراجعين، ممن تعرضوا لما تعرض له أثير، وهم حوالي 5 أشخاص، تعرضوا للاحتيال والغش من صفحات تحمل أسماء (طبيب القلب.. وليد سرحان.. هلو وردة).

مراجع وقف أمام باب عيادة الطبيب، متعب يدعى (حامد حسين الطائي)، ومعه والده، يدعوان على من احتال عليهما، بمواقع وعلاجات وهمية (وهي عبارة عن أعشاب حيث قال المراجع “نحن من محافظة صلاح الدين (250 كم عن أربيل)، نسكن في القرى، أردنا أن نحجز موعداً لدى عيادة الطبيب وليد سرحان، وحين بحثنا عن اسمه، وجدنا هناك العديد من الصفحات تحمل اسم وصور الطبيب سرحان، كتبنا لأحدى الصفحات، فطلبت منا الوصول إلى أربيل، وحين وصلنا لم يبعثوا لنا تفاصيل الموقع، وأخبرونا بأنهم يستطيعوا إيصال الدواء لنا، بأنفسهم دون الحاجة للوصول إلى العيادة.. كانت هذه الصفحة تحمل اسم وليد سرحان، طبيب جراحة القلب)”.

ويضيف لـ”إيشان”:” طلبت منه تحديد موقع عيادة الطبيب وليد سرحان، وإرساله لنا، لكنه تعذر بضعف الانترنت، وقال إنه يستطيع إيصال الدواء له بنفسه، وحين أخبرته أني لا اريد سوى أن يشخص الطبيب بنفسه والدي، أغلق هاتفه واختفى”.
على صورته في مواقعه الرسمية، يضع الدكتور وليد سرحان، على جبهته بطريقة، شريطاً أخضراً مكتوب عليه “لا أبيع ولا أروج لأي شي”، يقول إنه فعل ذلك بسبب ما تعرض له من ضرر بسبب قيام صفحات كثيرة بالترويج لأدوية وعلاجات باسمه، وهو ليس لديه أي صلة بها.

الدكتور سرحان، الذي قدم من السويد إلى أربيل، بعد اتساع سمعته، وهو صاحب العبارة الشهيرة “كلكم وردة”، أشار إلى أنه “تفاجأ بحجم شبكات الاحتيال الموجودة في العراق، فهو كلما بلغ على صفحة ظهرت أخرى، وكلما حاول إيقاف عدد من الصفحات، تفاجأ بعدد آخر من الصفحات، وقد أقدم عدة مرات على التواصل مع شركة (ميتا)، لكنه لم يلق منهم تعاوناً كبيراً بهذا الصدد، وقد اضطروه إلى التعامل مع خبير في المجال التقني الذي أخبرهم بأنه لا يمكن إغلاق جميع الصفحات التي تنتحل صفات الأشخاص، وذلك بسبب سياسة ميتا التي تحتاج إلى وقت طويل في مراجعة الصفحات من خلال شكاوى رسمية تقدم لهم، وأيضاً من خلال مراجعات مستمرة لمكاتبهم الرسمية.

ويبين في حديثه لـ”إيشان” أن “مديريات الأمن الوطني تطلب منه شكاوى رسمية بأسماء معروفة حتى تتمكن من الوصول إلى من ينتحل صفته على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعكس ذلك فإنه من الصعب أن تغلق جميع الصفحات”.

ويشير أيضاً إلى أن “هناك صفحات وهمية تحمل اسمه وصوره، تدار من خارج العراق، ولديها من ينفذ أعمالها داخل العراق، مستغلة أسمي في الاحتيال على المواطنين، وهذا ما أدى إلى حصول مشاكل كبيرة وضرر في سمعته، حيث بات المراجعون يخشون أن يكون الطبيب سرحان هو من يقف وراء تلك الصفحات ليبع الدواء”، وفق حديثه.

ومضى قائلاً إن “أعداد المراجعين لم تتأثر بالإقبال عليه، لكنه بات قلقاً من أن يتضرر كل الأطباء من أصحاب السمعة الجيدة في الوسط الطبي العراقي”.

أدوية حمل وعلاجات خطيرة

يقول الدكتور سلمان داوّد، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، أنه “كشف بنفسه شبكات تروج على أنها عيادات طبية إلكترونية تتعامل مع مختلف أنواع الأمراض”.
من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الصفحة حملت أسم (أطباء العراق أون لاين)، روجت على أنها لديها كوادر طبية جاهزة لتقديم الاستشارة والوصفات الطبية لجميع من يتواصل معهم”.

وتابع “في هذه الشبكة هناك موظفات ينتحل صفات طبيبات واخصائيات لكنهن لسن سوى موظفات عاديات لا يحملن أي شهادة تؤهلهن لوصف العلاجات والتعامل مع المراجعين والمرضى، لكنهن يعملن في الرد على الرسائل، باختصاصات مختلفة ومنها النسائية، حيث يستمعن لمن لديهن مشاكل في الحمل والانجاب، ليتم التشخيص واقتراح شراب معين.

ويؤكد الدكتور، سالم علي، وهو أخصائي بأمراض المفاصل والروماتيزم، لـ”إيشان” إن “الأدوية التي تمنح دون تشخيص من طبيب أخصائي، وخصوصاً تلك التي لها علاقة بضغط الدم، والحمل، لها تأثير كبير على الصحة، وكل الأدوية التي توصف من خلال المواقع الإلكترونية، تكون أغلبها (منتهية الصلاحية)، وغير فعالة، ولها أضرار كبيرة على أعضاء الجسد، وقد تسبب الوفاة”.

وأطلع الدكتور بنفسه على أن “هذه الشبكة موجودة في إسطنبول بتركيا، وصفحاتها مروجة بشكل كثيف في العراق، منتحلة أسماء وصفات وعناوين متعددة لغرض جذب ضحاياهم”.
فمثلا يقول الدكتور سلمان إن “ثمن الشراب الذي يوصف ذاته، لجميع من يطلبن علاجات للحمل والانجاب، يبلغ 130 ألف دينار نحو 90 دولاراً ومن يطالب بالتخفيض فإن هناك مجالاً لخفض السعر ليصل إلى 90 ألف دينار (نحو 70 دولاراً).
ويؤكد أن “هناك من يدير هذه الشبكة وهم مجموعة من الأشخاص غير معروفي الهوية ولا الاختصاصات، يعطون التوجيهات وآلية التعامل مع من يتواصل معهم عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي”.

ونشر داوّد منشوراً، دعا فيه إلى تجنب “التعامل مع الصفحات الوهمية التي تدعي أن لديها كوادر طبيبة، لما قد تسببه من مشاكل وكوارث صحية”.

زهراء البياتي، (بكالوريوس إدارة واقتصاد)، وربة بيت، تكشف أنها “تلقت عرضاً من موقع إلكتروني (مركز الحياة الطبي)، أخبرها بأنه يمكن أن تعمل معهم من المنزل، ولا تحتاج أن ترتبط بدوام في مؤسسة معينة، وأن العمل هو قيامها بالرد على رسائل المراجعين، الذين يستفسرون عن أدوية معينة متاحة لدى هذه الصفحة بصفتها (عيادة طبية إلكترونية)”.
تقول زهراء لـ”إيشان”، إن “المسؤولين على (العيادة الوهمية)، طلبوا منها التحدث بصفتها طبيبة مختصة والترويج لدواء (زيادة الطول يحمل اسم (العسل الأسترالي)، لكل الفئات العمرية، وإن مقدار ما تبيعه سوف تحصل بالمقابل على نسب مالية منها”.

سارة قيس، (37 عاماً)، تقول بأنها “رأت إعلاناً لمنتج يحمل اسم (slim x 2؟ تعرضه صفحة أسمها العراب للعلاج والتجميل) عبر فيسبوك، لتتواصل معهم، وتسألهم عن مكان عيادتهم، حتى تتعرض لتشخيص مباشر من قبل الطبيب المختص”.

وتضيف في حديثتها لمنصة “إيشان”، “أخبروني بأنني أستطيع أن أرسل لهم الوزن والعمر ورقم الهاتف وسيتكفلون بإيصال الدواء المنحف إلى باب المنزل”، مبينة أن “سعر المنحف 200 ألف دينار، وهناك خصومات بقيمة 50 ألف دينار، لأكتشف أنهم صفحة وهمية تدعي أنها لعيادات طبية معروفة لكنهم محتالين”.

آمال سعد (34 عاماً)، واحدة من الذين انتبهوا أنهم يتعرضون للاحتيال حيث تشير إلى أنها “بحثت عن طبيب مختص بعلاج تأخر النطق لأحد أطفالها، ليظهر لها حساب على فيسبوك يحمل اسم (مركز النور)، وحين سألتهم عن مكان العيادة أخبروها بأنها تستطيع الحصول على دواء تأخر النطق، دون الحاجة إلى زيارة الطبيب”.

وأضافت “ترددت كثيراً، بعدها تواصلت مع إحدى صديقاتي وسألتها عن أسم هذا الطبيب وعنوانه، لتخبرها بأن الأطباء الذين لا يريدون من مراجعيهم الوصول إلى عياداتهم هم منتحلون صفات، وكاذبون”.

وتشير “لا أعرف أي دواء أردوني أن أمنحه لأبني، ربما كان سيسبب له مشكلة أكبر”، وتتساءل “كيف يمكن لأشخاص عاديين أن يفعلوا كل هذا؟”.

ويعود الدكتور سلمان ويذكر أن “انتحال أسماء وصفات أطباء معروفين أمر منتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من يتعرض لهذا النوع من الخداع، خصوصا أولئك الذين يبحثون عن أمل يتشبثون به، من خلال البحث عن علاجات وأدوية معينة، ووصفات يكتبها أطباء لا يستطيعون الوصول إليهم، لأسباب عدة”.

من محافظة كربلاء، تشير الصيدلانية زينب نزار في حديثها لـ”إيشان”، إلى أن “ظاهرة انتشار الصفحات الوهمية، التي تنتحل صفات الأطباء والعيادات المشهورة، شيء خطر ويجب أن تتحرك السلطة لوضع حل له”.

تقف زينب في مكان عملها، داخل صيدلية “طوق الياسمين”، بمنطقة شهداء سيف سعد، في كربلاء، لتستلم وصفة طبية مطبوعة، وهو أمر لم يعتاده الصيادلة في عملهم، فعادة ما تأتي الوصفات بخط يد الطبيب، لتسأل صاحب الوصفة عن الطبيب الذي كتب له هذه الوصفة ليخبرها أنه “حصل عليها من مراجعة الكترونية”.

استفهمت منه أكثر فقال لها أسم الطبيب وهو فلاح العزاوي طبيب معروف في بغداد، حينها قالت له بأنه “تعرض للاحتيال، حيث أظهرت له الصفحة الرسمية للطبيب الموجود في بغداد، وأنه لا يتعامل مع مرضاه بطريقة إلكترونية، لأن التشخيص السريري هو أهم ما يميز الطبيب عن غيره”.

وتروي الصيدلانية (29 عاماً)، أن “زملاء المهنة، بدأوا يلاحظون انتشار ظاهرة انتحال صفات الأطباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متزايد بالتزامن مع إجراءات الحجر الصحي وانتشار فيروس كورونا خلال الأعوام الماضية “.

وتشير إلى أن “مواد التجميل، والتنحيف وكل ما لها علاقة بالبشرة، من أكثر الأدوية التي تلقى رواجاً بين الباحثين عن (الأسعار المخفضة)، في شرائها، لكنهم يجازفون بصحتهم، بسبب تواصلهم مع صفحات تدعى أنها ضمن عيادات طبية وكوادر معروفة”.

وترى زينب أن “غياب الثقافة الصحية لدى الأسر الفقيرة وقليلة الخبرة بالمجالات المتنوعة، يعرضها لأنواع كثيرة من النصب والاحتيال”، حيث تشير إلى أن “العيادات الإلكترونية، باتت تهدد صحة المرضى، من الذين يفضلون أن يحصلوا على الوصفات وهم داخل منازلهم، دون الحاجة للتنقل من محافظة إلى أخرى، وما يترتب عليها من مصاريف مالية”.

تعود الصيدلانية زينب نزار، لتؤكد لنا أن “الدواء الخاطئ والحصول عليه دون تشخيص مباشر من قبل الأطباء الحقيقيين قد يؤدي إلى مساوئ عضوية، تؤثر على صحة المريض، وأن بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة”.

وتدعو زينب “نقابة الصيادلة ونقابة الأطباء، والسلطات المعنية، إلى الوقوف بحزم ضد ظاهرة انتحال صفات الأطباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتقول الدكتور ربى فلاح، (مكتب وزير الصحة)، إن “العيادات الطبية والصفحات التي تنتحل صفات الأطباء المعروفين، تشكل خطراً كبيراً على المواطنين، وتعرض حياتهم للخطر”.

وتشير إلى أن “مكتب وزير الصحة يتابع بشكل دقيق كل ما ينشر بخصوص وجود صفحات وهمية تدار من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالطب، وهناك فريق يعمل على اتخاذ الإجراءات بحقهم، وقد رصدنا العديد من الصفحات”.

فضاء بلا سيطرة
يقول محمد جاسم، (بكالوريوس علوم حاسبات ومبرمج) إن “الخوارزميات وتحديثاتها المستمرة، ساهمت بارتفاع حالات الاحتيال على المواطنين، وفيما يخص المجال الطبي، فأنت حالما تبحث عن اسم طبيب معين، حتى تبدأ الخوارزميات بإظهار جميع الصفحات والمواقع بهذا الاسم، لتقوم بعدها تلك الصفحات بإرسال رسائل مباشرة إليك، تسألك عن طلبك وكيف أنهم يستطيعون تقديم خدماتهم لك”.

ويتابع في حديثه لـ”إيشان”، “لا يمكن للسلطات المعنية السيطرة على هذا الأمر، فهذه ظاهرة منتشرة في العالم بصوة كبيرة، والأمر متعلق بالشركة العملاقة (meta)، وقيودها، وكيف تسمح انتشار صفحات تحمل نفس الأسماء”.
ويبين “على تطبيقات (ميتا)، هناك ثغرات كبيرة مثل إمكانية انشاء أي حسابات موثقة من خلال الحصول على المعلومات الشخصية لأي فرد، وفي حال حصولك على صور لبطاقته الشخصية، وصورة جوازه، واي مستمسك آخر، فإنك تستطيع أن تنشئ صفحة باسمه، لكنه ايضاً يستطيع ان يغلقها بإجراءات سريعة، لكن الأمر يتطلب متابعة لكل الصفحات التي تنتحل صفات الأشخاص بين الحين والآخر”.

تستغلها شبكات الاحتيال في أن تنتحل صفات عديدة ومواقع عديدة وأسماء أطباء ومشاهير، في سبيل اسقاط ضحاياهم”.
ويشير جاسم، إلى أن “صاحب أي محتوى أو مشهور من الأطباء وغيرهم، يجب أن يوثقّوا جميع حساباتهم، ا يتوانوا في تكذيب أي صفحة تدعي أنها على صلة بهم، وهذا يحتاج إلى أن يكلف مختصين بهذا المجال يتعاملون بخبرة وحرفية تامة، ويتواصلون مع مكاتب (ميتا) الرسمية من أجل إغلاق أي صفحة غير موثوقة تنتحل صفات الأطباء وغيرهم”.

أحكام قضائية
يقول الخبير القانوني، علي التميمي، “حين العودة، إلى ما تصدره المحاكم القضائية في العراق، نجد أن البلاد ومنذ العام 2003، يعج بقضايا انتحال الصفات لفئات كثيرة ومناصب حساسة، وبحسب ما ينشر في موقع القضاء الرسمي، فإن هنالك العشرات من الأحكام التي صدرت بحق أشخاص أدينوا بتهمة انتحال الصفات، ولا يقتصر الانتحال على وظائف معينة، فهناك انتحال لكل وظيفة أو منصب يمكن من خلالها “استغلال حاجة المواطنين وظروفهم”.

وبحسب التميمي فإن “فإن نوع العقوبات القانونية والجزائية لانتحال الوظائف والصفات، وفق قانون العقوبات العراقي لعام 1969، حيث يشير الخبير القانوني والقاضي السابق علي التميمي، إلى أن انتحال الوظائف الرسمية تعد من الأفعال التي جرمها القانون وفرض لها اشد العقوبات الجرائم وفي قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، كان قد جرم الفعل أعلاه باعتباره جنحة بموجب المادة ( 206 ) وجعل عقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات وعلى وفق النص الآتي : (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من انتحل وظيفة من الوظائف العامة أو تداخل في وظيفة أو خدمة عامة مدنية كانت أو عسكرية أو أجرى عملا من أعمالها أو مقتضياتها بغير حق، وكان ذلك دون صفة رسمية أو إذن من جهة مختصة، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل موظف أو مكلف بخدمة عامة، عزل أو فصل أو أوقف عمله وعلم بذلك على وجه رسمي، إذا استمر في ممارسة أعمال وظيفته أو خدمته)”.

وتابع “وبعد أن لاحظ المشرع العراقي انتشار هذه الجريمة، وأن العقوبة أصبحت لا تشكل رادعا لمرتكبيها، شدد العقوبة بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات”.

هادي الشمري، عضو نقابة الأطباء، أشار إلى أن “نقابة الأطباء العراقيين لا تمتلك أي سلطة يتيح لها متابعة الصفحات الوهمية التي تنتحل صفة الأطباء، وهذا الأمر من مسؤولية السلطات الأمنية والجهات ذات العلاقة في وزارة الداخلية”.
وأشار إلى أن “نقابة الأطباء تصلها شكاوى مستمرة بخصوص انتحال صفات الأطباء (وفتح عيادات بأسماء وهمية، وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

أما نقيب الصيادلة مصطفى الهيتي، فيقول إن “القوانين الخاصة في العراق، تحتاج إلى مراجعة بخصوص فتح عيادات (زاويتنا عن انتحال صفة أطباء على فيسبوك) وصفحات خاصة بالأدوية والعلاجات وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتابع أن “ترويج الأعشاب على أنها علاجات أمر لا تستطيع النقابة إيقافه وهو يعتبر مسؤولية مجتمعية وحكومية، وهناك المئات من الصفحات التي تتبنى بيع علاجات وهمية للمواطنين، وتنصحهم بها، لكنها في حقيقة الأمر خطرة جداً على حياتهم”.