شهد اليومان الماضيان اتفاقاً سياسياً ما بين عدة أطراف فاعلة على حسم انتخاب رئيس البرلمان الجديد بجلسة خاصة تُعقد يوم السبت المقبل.
ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان.
وأخفق البرلمان خلال الفترة الماضية مرتين بعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد له، بسبب عدم تحقيق النصاب القانوني، على خلفية مقاطعة أطراف سياسية مختلفة للجلسات، ولعدم تمرير أي مرشح قبل حصول توافق سياسي عليه بين الأطراف السياسية.
التنافس محصور حالياً ما بين كلّ من مرشح حزب تقدم شعلان الكريم، ومرشح تحالف حزب السيادة سالم العيساوي، ومرشح تحالف العزم محمود المشهداني.
ورغم أن قوى الإطار التنسيقي لمم تعلن أي توجه لدعم مرشح محدّد من هؤلاء بجلسة التصويت المرتقبة يوم السبت المقبل، إلا أنه “في حال عدم حسم الانتخاب في أول جلسة، فإن الإطار سيتوجه لدعم المرشح الذي حصل على أعلى الأصوات في الجولة الثانية، وهذا ما تم إبلاغ القوى السياسية السنية به”، بحسب عائد الهلالي المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي.
“الأقرب” للحلبوسي
أول الشخصيات المحتملة، هو شعلان الكريم، القيادي في تحالف تقدم، ومرشح الحزب بدلا عن الحلبوسي المنهي عضويته، والذي تشير الأوساط التابعة للحلبوسي إلى أنه “الأقرب” لخلافته.
يوم أمس كشف حزب تقدم، عن وجود نسب توافق كبيرة لتولي الشيخ شعلان الكريم منصب رئاسة البرلمان، وقال القيادي في حزب تقدم محمد العلوي في تصريح أن “عمار الحكيم قريب جداً على حزب تقدم والاخوة في دولة القانون مقتنعين جداً بهذا الموضوع وكذلك هادي العامري”.
وشعلان عبد الجبار علي الكريم، مواليد 1967، يشغل حالياً عضو مجلس النواب العربي، ورئيس كتلة تحالف السيادة النيابية، ورئيس حزب تقدم في محافظة صلاح الدين، حاصل على شهادة البكلوريوس في العلوم الإسلامية من كلية الإمام الأعظم 1999، أنتخب مديراً لناحية دجلة في عام 2003، ثم في نفس العام عمل قائمقام قضاء سامراء بالوكالة، أصبح عضو في مجلس النواب لعام 2010 ضمن ائتلاف وحدة العراق. وايضا في عام 2014 ضمن ائتلاف الوطنية لـ إياد علاوي، ثم رشح في عام 2021 وفاز ضمن حزب تقدم برئاسة محمد الحلبوسي.
“الأقرب للإطار”
رئيس الوزراء الأسبق صالح المطلك، قال ان سالم العيساوي ومحمود المشهداني يتنافسان على رئاسة البرلمان، وإن ساحة التنافس لهما فقط”.
وأضاف المطلك في حوار متلفز أن “بعض المحافظات ستشهد مساومات تتعلق برئاسة البرلمان وان سالم العيساوي سيكون زعيما بالانبار إذا أصبح رئيسا للبرلمان ما يجعل محمد الحلبوسي خائفا”، مشيرا إلى أن “الحلبوسي لا يريد تولي سالم العيساوي رئاسة البرلمان في وقت ان معظم الإطار متوجه نحو اختيار محمود المشهداني”
وسالم مطر عبد حسن العيساوي، من مواليد عام 1972، حاصل على بكالوريوس قانون من كلية المعارف الإسلامية في الفلوجة عام 2014، وهو عضو سابق في مجلس محافظة الانبار (2010-2014) ونائب في مجلس النواب عن محافظة الانبار في دورته الثالثة (2014-2018) وعضو مجلس النواب في دورته الحالية.
أما محمود داود سلمان موسى المشهداني، مواليد 1948، شارك في العملية السياسية بعد عام 2003، فهو أول رئيس لمجلس النواب بعد سقوط حكم الرئيس صدام حسين، كان رئيسًا المكتب السياسي لمنظمة الدعوة والإرشاد وشارك عضوا في تأسيس مجلس الحوار الوطني عام 2004 كما انتخب عضوا في لجنة صياغة الدستور في العام نفسه، وبعد فوزه بعضوية مجلس النواب العراقي انتخب رئيسا للمجلس في 16 آذار 2006 حتى 23 كانون الأول عام 2008. وانتخب رئيسا للاتحاد البرلماني العربي عام 2008.