في الستينيات تصدى الفقهاء للقوانين التي أصدرها الشاه 1963 وسماها “الثورة البيضاء”، بينما رأوا هم فيها تكريسا لـ”تغريب هوية إيران”، وكان على رأس المحتجين آية الله الخميني الذي حرض الشعب ضد علاقات الشاه بأميركا وإسرائيل، خاصة في “ثورة 15 خرداد” (5 يونيو/حزيران 1963) التي صادفت ذكرى مأساة كربلاء، وسانده في ذلك طلاب الحوزة العلمية بمدينة قم.
إثر ذلك أخرج نظام الشاه الخميني من البلاد في عام 1964 إلى تركيا التي غادرها فورا إلى النجف في العراق حيث قضى هناك 14 سنة، ومنها توجه -بضغط من شاه الإيراني على نظام حزب البعث العراقي– إلى فرنسا التي وصلها يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1978، وبقي فيها متابعا وموجها لأحداث الثورة في بلاده خلال أشهرها الحاسمة، وبعد نجاحها بالكامل عاد يوم 1 فبراير/شباط 1979 إلى إيران.
الجمهورية الإسلامية والقضية الفلسطينة
خلال حملة آية الله الخميني للإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، طرأت مشكلة بين إيران وإسرائيل، التي كانت لها علاقات حميمة نسبيًا مع الشاه. أعلن الخميني إسرائيل “عدوًا للإسلام” و”الشيطان الصغير”، وسُميت الولايات المتحدة “الشيطان الأكبر”.
قطعت إيران جميع علاقاتها الرسمية مع إسرائيل مباشرةً بعد الثورة الإيرانية عام 1979 التي شهدت قيام الجمهورية الإسلامية. تبنت التصريحات الرسمية، والمؤسسات الحكومية، والأحداث والمبادرات الخاضعة للعقوبات، موقفًا حادًا مناهضًا للصهيونية.
أُغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران بعد قطع العلاقات الدبلوماسية في 18 فبراير، وسُلّمت إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
في ديسمبر عام 2000، وصف آية الله علي خامنئي إسرائيل بأنها “ورم سرطاني” يجب إزالته من المنطقة. في عام 2005، أكد أن “فلسطين ملك للفلسطينيين، وأن مصير فلسطين أيضًا يجب أن يحدده الشعب الفلسطيني”.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في سبتمبر 2000 بعد انهيار محادثات سلام الشرق الأوسط في كامب ديفيد، أفرج عرفات عن عناصر حماس والجهاد الإسلامي المعتقلين، وهو قرار أعاد العلاقات بين إيران والسلطة الوطنية الفلسطينية. الدعم المتجدد أصبح جلياً عندما استولت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية على كارين إيه في عام 2002، وهي سفينة تحمل 50 طناً من الأسلحة المتطورة من إيران إلى غزة.
في عام 2005، أوضح خامنئي موقف إيران بعد اندلاع ضجة دولية بسبب تعليق نُسب إلى الرئيس أحمدي نجاد مفاده أنه ينبغي “محو إسرائيل من الخريطة” بالقول إن “الجمهورية الإسلامية لم تهدد ولن تهدد أي دولة أبدًا”.
مع انتخاب محمود أحمدي نجاد، أصبحت علاقات الدول متوترة بشكل متزايد، إذ أصبحت الدول منخرطة في سلسلة من الصراعات بالوكالة وتنفذ عمليات سرية ضد بعضها.
إيران وحماس
وفقاً لمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية “حماس يتم تمويلها من إيران. وهي تدعي أنها تمول من التبرعات، ولكن التبرعات لا تساوي شيءاً مقارنة بما تتلقاه من إيران. كما تزود إيران حماس بالعتاد العسكري. وتشمل التقنيات الموفرة صواريخ فجر-5، إم-75، وإم-302، إضافة إلى طائرات بدون طيار.
وزادت المساعدة لحماس بعد وفاة عرفات عام 2004 وانسحاب إسرائيل من غزة عام 2005. بعد انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، توقفت المساعدات الخارجية، مما أدى إلى إرسال طهران مساعدات مالية كبيرة لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية التي تقودها حماس المفلسة تقريباً.
انحسرت العلاقات الإيرانية بحركة حماس خلال المعارك التي دارت في سوريا، خلال العقد الماضي وتم استئنافها بعد أن أدانت حماس اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
في عام 2022 قال قائد حماس إسماعيل هنية إن حركته تتلقى 70 مليون دولار سنوياً من إيران
وتتجه أصابع الاتهام إلى إيران اليوم بدعم حركة حماس بعد عملية السابع من اكتوبر والتخطيط لها.