ينفض سيد الحنانة، زعيم التيار الشيعي الوطني السيد مقتدى الصدر عباءته فتنتج رجالاً ومواقف، يوجه لأمر إنساني، فيخرج الصدريون بكامل غيرتهم وشهامتهم من كل فج عميق، وفي بيروت ودمشق وعلى امتداد مناطق النازحين.
الجدران والمضايف والمخيمات تشهد بأن “رجال الصدر مروا من هنا”، وذلك بعد هبة صدرية نافست حتى ما تقدمه مؤسسات الأمم المتحدة لنازحي لبنان المنثورين على المدن داخل بلادهم وفي سوريا والعراق.
وفي ظل التوجيهات المستمرة من زعيم التيار الشيعي الوطني السيد مقتدى الصدر، في إغاثة ودعم الشعب اللبناني والوقوف معه خلال الظروف القاسية التي يعيشها النازحون واللاجئون، تواصل عباءة الحنانة تقديم ما يمكن تقديمه، من مؤون ومواد غذائية ووجبات طعام، تسد رمق الهاربين من القصف الوحشي الذي ينفذه الكيان.
وبعد أن وجهت عباءة الحنانة، أنصارها بجمع التبرعات، بادر الصدريون وهبوا من كل حدب وصوب تجاه مكاتب السيد الشهيد الصدر، لمد يد العون والمساعدة، وهو أمر ليس بجديد على أتباع الخط الصدري الذين وقوفوا مع غزة منذ بداية معركة الطوفان.
وبالعودة إلى مضيف الصدر في بيروت، وما يقدمه من وجبات طعام، ومواد لوجستية للاجئين اللبنانيين، هذه الخطوة دفعت وزير الزراعة عباس الحاج حسن ورئيس هيئة الإغاثة اللواء محمد خير اللبنانيين، إلى زيارة المضيف والاطلاع على الخدمات المقدمة للنازحين.
وأظهرت صور، حصلت عليها منصة “إيشان”، تجول المسؤولين اللبنانيين في أروقة مضيف آل الصدر، واندهاشهم من الخدمة التي يقدمها الصدريون، رغم خطورة الأوضاع في بيروت ومحيطها.
ومن داخل مضايفهم في بيروت الخاصة بإغاثة النازحين من مناطق جنوب لبنان، قدم وزير الزراعة ورئيس هيئة الاغاثة اللبنانيين، شكره وامتنانه للتيار الشيعي الوطني، على الجهود الكبرى التي بذلها وما يقدمه يومياً وعلى مدار 24 ساعة، لنازحي الجنوب وشعب لبنان، من مأكل ومشرب ومعونات غذائية ودوائية.
رحيم كاظم، وهو أحد خدمة مضيف آل الصدر في بيروت، يقول، إنه “منذ توجيه السيد الصدر بالافتتاح، باشر المضيف بتقديم المعونات والمستلزمات الطبية والغذائية إلى الشعب اللبناني، النازح إلى وسط العاصمة”.
ويضيف، أنه “تم تأمين الأفرشة والأغطية بكميات كبيرة، فضلاً عن الآلاف من قناني المياه، وتوفير الأدوية وحليب الأطفال”، مبيناً أن “المضيف يقدم قرابة خمسة آلاف وجبة طعان يومياً، مع مراعاة طعام كبار السن والأطفال”.
وأشار كاظم، إلى أن “المضيف قام بتأمين قرابة أربعة آلاف حصة غذائية للأسر النازخة، وتوفير مادة المازوت لعدد من مراكز الإيواء”.
ويؤكد، أن “مضيف آل الصدر، قدم شهيداً وعدداً من الجرحى في العدوان الصهيوني على لبنان، وتم تشييعه بيروت، قبل أن يدفن في النجف الأشرف”.
ومنذ اللحظات الأولى، لبدء العدوان الصهيوني على لبنان، الذي تسبب باستشهاد أكثر من ألفي مواطن، فضلاً عن إصابة الآلاف مع تزايد حالات النزوح من المناطق التي يستهدفها الكيان لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت، انبرت عباءة الحنانة، لتقديم يد العون والمساعدة.
إغاثة اللبنانيين، لم تقتصر على إرسال المواد الغذائية، وإنما وجه السيد الصدر بفتح المضايف، لاستقبال النازحين من لبنان في العراق وسوريا ولبنان.
وبدأت تلك المضايف بتقديم آلاف الوجبات يومياً، إلى المواطنين اللبنانيين الذين فروا من المناطق التي استهدفها العدوان الصهيوني منذ بدء هجومه على لبنان.
وعلى الرغم من خطورة الأوضاع، إلا أن السيد الصدر، قد وجه بفتح مضيف آل الصدر في لبنان لإغاثة النازحين ليقدم عدداً كبيراً من وجبات الطعام، فضلاً عن توفير أماكن لإيواء بعض الأسر.
وحصلت منصة “إيشان” على مقاطع مصورة، تُظهر تقديم مضيف آل الصدر في لبنان، آلاف الوجبات يومياً على المواطنين النازحين، والفارين من مواقع القصف.
ويوم أمس، شكر السيد الصدر، العاملين في مضيف آل الصدر في لبنان، واصفاً إياها بالخدمة الواجبة.
وقال الصدر في تدوينة: “الشكر الجزيل والتقدير العظيم مني الى الاخوة في مضيف آل الصدر في لبنان الحبيبة .. فجزاكم الله تعالى خير الجزاء لما تقدمونه لاخوتكم الصابرين من خدمة واجبة في ذممنا”.
وأضاف: “فهو أقل ما نقوم به إخلاصاً للاخوة مع الشعب الصابر ومع الشهداء لا سيما السيد شهيدنا الحبيب حسن نصر الله، أسأل الله أن يحمي لبنان وشعبه من كيد الكائدين ويبعد عنهم شر الأشرار”.
إلى ذلك، فإن مضيف آل الصدر، تحول إلى موقع لطبخ الوجبات اليومية، للنازحين في بيروت، فضلاً عن إيوائه لعدد كبير من المواد الغذائية، واللوجستية.
وبحسب أحد الأشخاص المتواجدين في مضيف آل الصدر داخل لبنان، فإن ثلاثة آلاف وجبة تطبخ يومياً وتوزع على النازحين في بيروت.
ويضيف، أن “مضيف آل الصدر يعمل على توزيع وجبات الطعام لمخيمات النازحين، بدءاً من الفطور إلى الغداء وحتى العشاء”.
ويشير المسؤول في المضيف، إلى أن “طبخ الأرز يومياً يتراوح بين 150 – 160 كيلوغراماً، ويوزع على النازحين من أماكن القصف إلى بيروت”.
ويعد الصدر، أول زعيم عراقي يفتتح مضيفه لتقديم الخدمة، والمواد الغذائية ووجبات الطعام إلى النازحين من لبنان باتجاه بيروت.
ويأتي قرار الصدر بمساعدة الأشقاء في لبنان، دعماً لمقاومة الحق ضد الكيان الغاصب، الذي هدم الأرض والعرض، وأوغل بالدم البريء.
ويوم الخميس الماضي، أعلن زعيم التيار الوطني الشيعي افتتاح مضيف آل الصدر في سوريا لخدمة الشعبين اللبناني والسوري.
وقال السيد الصدر في رسالة خطها بيده: “قررنا فتح مضيف آل الصدر في الجمهورية العربية السورية لخدمة اخوتنا الأحبة اللبنانيين والسوريين المتضررين من الإرهاب الصهيو _ أمريكي القذر”.
وأضاف: “نأمل من الحكومتين السورية واللبنانية التعاون مع مسؤولي المضيف في مهامهم الإنسانية لا غير، وهذا أقل الإخلاص لهم ولبلداننا العزيزة وشعوبنا الصابرة وللمجاهدين الأبطال”.
وأوضح السيد الصدر أن “المواد التي يجب توفيرها حصراً، الماء والدواء والمعلبات والأفرشة ومستلزمات الأطفال”.
وتابع في رسالته “أمل من الأخوة العراقيين الاستمرار بتبرعاتهم المالية فالجود سمة العراق وشعبه على أن يكون في النجف الأشرف حصراً كما هو عليه حالياً”.