جددت إيران تمسكها بحقها في تطوير الطاقة النووية السلمية، رغم الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت حيوية داخل أراضيها.
فقد أكد مندوب طهران لدى الأمم المتحدة في جنيف، الثلاثاء، أن بلاده “لن تتنازل عن حقها غير القابل للنقاش”، في حين شددت الحكومة الإيرانية على أنها اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لضمان استمرار برنامجها النووي دون انقطاع.
وقال المندوب الإيراني أمير سعيد إيرواني إن “طهران لن تتخلى عن حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية”، مؤكدًا أن هذا الحق “ثابت وغير قابل للتفاوض”.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها “اتخذت التدابير الضرورية لضمان استمرارية البرنامج النووي”، وذلك في أعقاب الضربات التي شنتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، كان أبرزها فوردو ونطنز وأصفهان.
من جهتها، شددت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، برئاسة محمد إسلامي، على أن “الصناعة النووية الإيرانية لن تتوقف ولن تتباطأ”، معتبرة أن تخصيب اليورانيوم، الذي بلغ مستويات تصل إلى 60%، يشكّل “خطًا أحمر لا يمكن المساس به”.
وخلال كلمة رسمية، أكد إسلامي أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بـ”شفافية كاملة”، ويخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفًا أن التكنولوجيا النووية في إيران “ليست محل مساومة”، وأن العمل مستمر على تطوير أجهزة الطرد المركزي وتوسيع التطبيقات النووية في مجالات الطب والصناعة والزراعة.
وفي تصريح لوكالة “تسنيم”، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن “هذه الصناعة متجذرة في إيران ولا يمكن اقتلاعها”، مشددًا على أن “نموها يجب أن يستمر بشكل طبيعي ولن يتوقف رغم كل الضغوط”.
وفي لهجة مشابهة، قال أحد مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، الأحد، إن إيران “لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب”، رغم ما وصفه بـ”الهجمات العدوانية”، مؤكدًا أن “اللعبة لم تنتهِ بعد”.
وكانت إسرائيل قد أطلقت في 13 حزيران/يونيو هجومًا جويًا واسعًا على مواقع إيرانية، قالت إنه يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي، وهو اتهام ترفضه إيران، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية وعلمية فقط. وردًا على ذلك، أطلقت إيران عددًا من الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو أهداف إسرائيلية.
وفي تطور نوعي، تدخلت الولايات المتحدة فجر الأحد في الهجوم، مستخدمة قاذفات “بي-2” الشبح لضرب منشآت نووية حساسة، لتعلن لاحقًا عبر الرئيس دونالد ترامب أنها حققت “إنجازًا عسكريًا رائعًا”.
ورغم هذا التصعيد، تبدو طهران عازمة على المضي قدمًا في برنامجها النووي، مدفوعة بخطاب داخلي موحد يعتبر التكنولوجيا النووية “مسألة سيادة وطنية” لا يمكن التراجع عنها، سواء في ظل الضغوط العسكرية أو السياسية.
