صرّح وزير الخارجية، فؤاد حسين، بأنه أجرى محادثات مع الجانب الأميركي خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن تناولت الأوضاع في سوريا، حيث شدد خلالها على ضرورة الدفع نحو تسوية سياسية شاملة، مشيراً إلى أنه طالب برفع العقوبات المفروضة على سوريا بسبب تأثيرها الكبير على الشعب السوري.
وأوضح حسين أن الإدارة الأميركية طرحت خلال المحادثات ثمانية شروط على الإدارة الجديدة في دمشق، من بينها قضية “حساسة” للطرفين وهي تواجد المسلحين الأجانب، واصفاً إياها بأنها تمثل “بؤرة قلق” لكل من الدول المحيطة بسوريا والدول الغربية، نظراً لأيديولوجياتهم المتطرفة واحتمال تأثيرهم على الأمن الإقليمي.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق، أشار وزير الخارجية إلى وجود تقارب حكومي متزايد، مؤكداً أن العراق يهتم بالوضع في سوريا لأهميته في تحقيق الاستقرار الأمني، وخاصة في ظل التهديدات المستمرة من تنظيم داعش. وقال: “هناك ما يقرب من 10 آلاف من قيادات داعش في سجون تخضع لقوات سوريا الديمقراطية، بينهم نحو 3000 عراقي، وفي حال حدث أي اختراق أمني، فإنهم سيكونون على مقربة من حدودنا”.
وفي سياق متصل، تحدث الوزير عن مشروع خط أنابيب النفط القديم الذي يربط بين العراق وسوريا والمعروف بـ”بانياس–كركوك”، مبيناً أن المشروع طُرح من جديد كفكرة استراتيجية خلال زيارة وزير الخارجية السوري أسعد شيباني إلى بغداد، في إطار الحاجة العراقية لفتح منافذ إضافية لتصدير النفط، خاصة في ظل التحديات الإقليمية وإمكانية تعطل تصدير النفط عبر الخليج في حال نشوب صراعات.
وقال حسين: “لدينا خطة تمتد لتوصيل أنابيب النفط إلى العقبة في الأردن، كما نفكر مستقبلاً بربط الشبكة مع السعودية والكويت وتركيا، لكن حتى الآن لا توجد خطة عملية، إنما أفكار استراتيجية مطروحة للنقاش”.
وفي ما يتعلق بالقمة العربية المرتقبة في 17 أيار المقبل، أعلن وزير الخارجية العراقي أن العراق وجّه دعوة رسمية إلى جميع الدول العربية، بما فيها سوريا، لحضور القمة، مؤكداً أن بلاده تسعى إلى تحقيق مستوى من التنسيق العربي المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.
وأضاف حسين: “سنطرح خلال القمة مجموعة أفكار من بينها تأسيس صناديق مالية لدعم الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، وذلك في إطار البحث عن حلول غير عنفية تقوم على الحوار والتعاون الاقتصادي”.
وأكد وزير الخارجية أن العراق يواصل التنسيق مع الدول المجاورة لسوريا، كالأردن ولبنان وتركيا، في مجالات الأمن والاستخبارات، مشيراً إلى اجتماعات وزارية عقدت في عمّان شملت وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات لمناقشة تحركات داعش وآلية تبادل المعلومات، مضيفاً: “بدأنا العمل، ونحن الآن في المرحلة التمهيدية، ونسعى إلى تأسيس مركز مشترك لتنسيق العمليات والمعلومات الاستخباراتية”.
واختتم حسين حديثه بالتأكيد على أن العراق لا يتدخل في الشأن الداخلي السوري، لكنه يولي أهمية قصوى لاستقرار سوريا نظراً لانعكاساته المباشرة على الأمن القومي العراقي، لافتاً إلى أن الأوضاع في سوريا لا تزال معقدة في ظل تعدد القوى الأجنبية على أراضيها، بما في ذلك القوات التركية، الإسرائيلية، الروسية، والأميركية