لوح المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، بانتصار قريب للشعب الفلسطيني على الكيان الصهيوني، مما يعيد التذكير بالوعد الذي أطلقه عام 2006.
وقال خامنئي، في تدوينة عبر موقع “إكس” تابعتها “إيشان”: ” سوف يُشهدُ الله الأمّة الإسلاميّة قاطبة انتصار أهالي #غزة في المستقبل غير البعيد، وسيبعث السرور في قلوب المسلمين، وفي مقدمهم الشعب الفلسطيني وأهالي غزّة”.
وفي تدوينة أخرى، ذكر مرشد الثورة الإسلامية، أن “انتصار أهالي غزة سيكون حتمياً”.
وكان الشهيد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس قد كشف في مقابلة صحفية قبل اغتياله بأشهر عن أسرار وخفايا حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله وما دار خلف الكواليس.
وسرد سليماني في مقابلة مدتها 90 دقيقة وقائع وأحداث هامة جرت خلال تلك الفترة، وسجل انطباعاته عن تلك الحرب التي وصفها بدقة، وأقر بأنه قدّم آنذاك تقريرا أوليا متشائما للغاية عن تلك الحرب للمرشد الأعلى علي خامنئي.
وقال سليماني إن العمليات في حرب تموز تحولت “بأسرع ما يمكن إلى حرب شاملة، كأنها مخزن عتاد ومتفجرات كبير تفجر بصاعق واحد، وكأن ذلك المخطط والمشروع دخل حيز التنفيذ دفعة واحدة، وحصل هذا الانفجار الكبير الذي نسميه حرب الـ33 يوما في اليوم الأول لوقوع الحادث”، ويقصد العملية التي نفذها حزب الله وأسر خلالها جنديين إسرائيليين.
وروى سليماني كيف عاد إلى لبنان من سوريا يوم اندلاع الحرب، ودور القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل عام 2008، مشيرا إلى أن “كل الطرق كانت عرضة للقصف والهجمات وخصوصا الطريق الوحيد الرسمي للدخول والذي يسمى المصنع وهو المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا، حيث كان عرضة لقصف مستمر من قبل الطائرات ولم تكن الطائرات لتتركه آمنا حتى للحظة واحدة.
وأضاف: كان لنا اتصالنا بالأصدقاء عن طريق خط آمن وجاء عماد، وأخذني من سوريا إلى لبنان عن طريق آخر يجب أن نقطع جزءا منه مشيا على الأقدام وجزء آخر منه بالسيارة.
ورصد في تلك الأثناء أن التركيز في الحرب انصب “على البنايات الإدارية لحزب الله وفي منطقة الجنوب غالبا وأحيانا في مناطق في الوسط والشمال، كان الأسبوع الأول على وشك الانقضاء وأصرّوا من طهران، على أن أحضر لتقديم إيضاحات حول الوضع”.
وتابع: “عدت عن طريق فرعي وكان الإمام الخامنئي آنذاك في مشهد، فذهبت للقائه في الاجتماع الذي حضره رؤساء السلطات الثلاث والمسؤولين الأساسيّون الأعضاء في مجلس الأمن القومي والمختصون غالبا في الجوانب الأمنية والمعلوماتية. نعم في مشهد قدمت تقريرا عن الحادث وكان تقريرا مرا سلبيا، أي أن مشاهداتي لم يكن فيها أفق للانتصار وكانت الحرب حربا مختلفة تماما، كانت حربا تقنية دقيقة بشدة، البنايات ذات الإثني عشر طابقا كانت تسوى بالأرض بقنبلة واحدة، وكان يجري اختيار الأهداف بدقة في داخل القرى والمسافات الفاصلة بين القرى قليلة جدا والقرى ملتصقة بعضها ببعض والتمييز بينها صعب على المدفعية، ومع ذلك كان يجري التمييز بين قرية وقرية، كانت الحرب آنذاك قد انتقلت من استهداف حزب الله إلى استهداف طائفة برمتها، وكانت هناك قرى شيعية وقرى مسيحية بجوارها وقرى سنية بجوارها، وكان الأمر مختلفا تماما بالنسبة لهذه القرى، ففي مكان ما كان الرجل يجلس مرتاح البال يدخن النرجيلة، وفي مكان آخر كانت تمطر عليهم آلاف الحمم والرصاص”.
إثر ذلك دار حوار بين خامنئي وسليماني، صاغه قائد فيلق القدس بالشكل التالي:
خامنئي: هل أردت أن تقول لي شيئا في تقريرك هذا؟
سليماني: لا، أردت فقط إيضاح الواقع.
خامنئي: فهمت هذا، ولكن ألم ترد قول شيء آخر؟
سليماني: لا.
خامنئي: الانتصار في هذه الحرب سيكون مثل الانتصار في معركة الخندق.
ونقل عن المرشد الإيراني تعليقا يفترض أن إسرائيل “أعدت هذا المخطط مسبقا وكانت تريد تنفيذه بشكل مفاجئ وتريد مباغتة حزب الله، لكن عملية الحزب في القبض على الأسيرين أفسدت على إسرائيل مباغتته”.
وأضاف سليماني: قلبي اهتز، لأنني لم أكن أتصور أبدا مثل هذا الشيء من الناحية العسكرية، تمنيت في قرارة نفسي لو سماحته لم يقل هذا، وهو أن النتيجة ستكون انتصارا على غرار انتصار الرسول الكبير في معركة الأحزاب.
وتابع: اشتدت الحرب في النهاية حيث ازداد عدد الشهداء وحجم الدمار والخسائر وصرح السيد نصر الله بعبارات أثرت في كثيرا ولا أريد تكرار تلك العبارات… وجدت أن تلك العبارات جيدة جدا بالنسبة له. قد يشمت أحد فيقول لماذا عرّض حزب الله الشيعة كلهم للخطر من أجل القبض على أسيرين، ولكن أن يكون حزب الله قد أنقذ نفسه والشعب اللبناني من الدمار الكامل بالقبض على الأسيرين فهذه بشرى كبيرة ومهمة.
وذكر سليماني أنه عاد مجددا إلى لبنان، وقال: “ذهبت إلى السيد نصر الله ورويت له الأمر، وربما لم يكن أي شيء آخر مؤثرا في معنويات السيد نصر الله مثل تلك الكلمات”، يعني تفاؤل خامنئي بالنصر مثلما حدث في معركة الخندق.
ووصف سليماني نصر الله قائلا: “لديه خصوصية لم يصل أي واحد منا إليها بنفس تلك الدرجة، وأظن أننا يجب أن نذهب ونتعلم دروس الولاية منه، لديه إيمان وعقيدة راسخة بكلمات سماحة السيد القائد، ويعتبرها كلمات إلهية غيبية، لذلك يهتم اهتماما شديدا بأي كلمة أو عبارة تصدر عن سماحة السيد القائد، ويعتني بها عناية كبيرة”.
وأبلغ سليماني نصر الله بـ”البشارة” التي سمعها من خامنئي “ففرح كثيرا في البداية، وذاع بين كل المجاهدين بسرعة قول السيد القائد بأن الانتصار في هذه الحرب سيكون مثل الانتصار في معركة الخندق”.