أعربت أوساط سياسية، اليوم الخميس، عن إدانتها لقصف مقر أحد ألوية الحشد الشعبي في العاصمة بغداد، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
جلسة برلمان استثنائية
وطالب رئيس كتلة حقوق النيابية النائب سعود سعدون الساعدي، اليوم، بعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب بحضور القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بسبب الاعتداء الاخير على مقدر للحشد الشعبي وسط بغداد.
وقال الساعدي في بيان، انه بالنظر لتكرار القصف الأمريكي على مقرات الحشد الشعبي واستمرار سيناريو اغتيال قادة الحشد الشعبي وآخرها القصف يوم ٤ كانون الثاني ٢٠٢٤ على الرغم من أن الحشد الشعبي يعد جزءا لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية وفقا لأحكام المادة (١) من قانون هيئة الحشد الشعبي رقم (٤٠) لسنة ٢٠١٦.
وطالب الساعدي بعقد جلسة استثنائية طارئة لمجلس النواب الموقر وتحديد موعد لحضور رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة لغرض مناقشة الاجراءات التي ستتخذها الحكومة ووزارة الخارجية بشان ذلك، وكذلك مناقشة تداعيات القصف المتكرر وآثاره على السيادة الوطنية.
“ملاحقة الجواسيس”
فيما طالب رئيس لجنة الشهداء النيابية، حسن سالم، اليوم، الحكومة بتنفيذ قرار اخراج القوات الامريكية بأسرع وقت، فيما دعا فصائل المقاومة والحشد الشعبي للاستنفار لمقاتلة القوات الأمريكي المجرم.
وقال سالم في بيان: “بعد تمادي الاحتلال الامريكي على سيادة العراق وقصفه مقر الحشد الشعبي واستشهاد القائد ابوتقوى السعيدي ومرافقه وجرح ستة من افراد الحشد الشعبي صار لزوما على الحكومة تنفيذ قرار البرلمان باخراج القوات الامريكية وباسرع وقت”.
وأضاف أن “على جميع فصائل المقاومة والحشد الاستنفار لمقاتلة هذا الاحتلال المجرم وكذلك القاء القبض على الجواسيس الذين كانوا يحددون مقرات فصائل المقاومة والحشد في مواقعهم الالكترونية”.
إدانات واستنكار
وقال زعيم تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، في بيان :”ندين بشدة القصف الذي تعرض له مقر أحد ألوية الحشد الشعبي في العاصمة بغداد”.
ودعا الحكيم “للشهداء بالرحمة والرضوان والشفاء العاجل للجرحى والمصابين”، مشدداً “على استنكار محاولات هتك السيادة العراقية”.
وأكد “ضرورة احترام الدستور والقوانين ومنع إرباك الوضع الأمني والسياسي العراقي، ودعم سلطات الدولة العراقية بالالتزام بقراراتها وسياساتها”.
من جهته، قال رئيس تحالف نبني هادي العامري، في بيان “ندين وبشدة الجريمة النكراء التي اقترفتها القوات الأميركية المجرمة، باستهدافها لأحد مقار الحشد الشعبي في العاصمة بغداد، هذا اليوم، باغتيال الشهيد القائد أبو تقوى السعيدي ورفاقه”.
وتابع: “كما نحمّل الحكومة العراقية مسؤولية أي تغاضٍ أو تراخٍ في المطالبة الجادة من أجل إخراج فوري لما يُسمى بقوات التحالف الدولي من الأرض العراقية”، لافتاً الى “أننا نؤكد مواقفنا السابقة من هذا التواجد الذي بات يشكل خطراً على أمن وسلامة الشعب العراقي، وتعدياً صارخاً على السيادة العراقية”.
كما أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، في بيان أن “العدوان الأمريكي الذي استهدف اليوم مقراً للحشد الشعبي في بغداد، وأسفر عن استشهاد القائد أبو تقوى السعيدي ومرافقه وإصابة آخرين، هو عمل إجرامي ندينه بشدة ونعده خرقاً سافراً للسيادة العراقية، وإهانة للدولة وقدراتها وهيبتها، وتعدياً على كرامة الشعب العراقي المعروف بغيرته واستعداده للتضحية دفاعاً عن كرامته وسيادته.. وقد يدفع المنطقة برمتها إلى مزيد من التصعيد الذي لا تحمد عواقبه”.
وبين الشيخ حمودي، أن “الحكومة والدولة عموماً هي المسؤول الوحيد عن حفظ أمن العراق وسيادته من أي تجاوز من أي طرف كان”، داعياً مجلس النواب، إلى أن “يأخذ دوره في دعم الحكومة في الدفاع عن السيادة، وحفظ هيبة الدولة العراقية”.
وأدان تحالف العزم، في بيان القصف الذي استهدف مقراً للحشد الشعبي في شارع فلسطين، أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر الحشد، داعياً إلى “وقف أي تدخلات خارجية تهدد أمن واستقرار العراق”.
وأكد “على وجوب مراعاة واحترام القوانين الدولية والإنسانية”، موضحاً أن “التصعيد العسكري لن يـؤدي إلى حل النزاعات والتوترات، بل سيزيد من تعقيد الأوضاع ويعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر، وسيلقي بظلال سلبية على الأوضاع الأمنية في العراق والمنطقة بشكل عام، ويعقد المشهد ويقوض فرص التوصل إلى حلول تهدئة الصراع الدائر في المنطقة”.
وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في وقت سابق اليوم الخميس، أن القوات العراقية تحمّل التحالف الدولي مسؤولية الهجوم على مقر أمني ببغداد.
وقال اللواء رسول، في بيان “في اعتداء سافر وتعدٍّ صارخ على سيادة العراق وأمنه، أقدمت طائرة مسيرة على عمل لا يختلف عن الأعمال الإرهابية، باستهداف أحد المقارّ الأمنية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، مما أدى إلى وقوع ضحايا في هذا الحادث المرفوض جملة وتفصيلاً”.
وأضاف أن “القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة”، لافتاً الى أن “ذلك يقوض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي”.
واعتبر رسول، أن هذا الاستهداف يعد “تصعيداً خطيراً واعتداءً على العراق وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي وجد من أجله التحالف الدولي في العراق”.