اخر الاخبار

العراقيون المحتجزون في السعودية.. نائب يؤكد المتابعة قبل أشهر وآخر يكشف: عددهم تسعة

  أكد النائب أمير المعموري، اليوم الأربعاء، أن موضوع المحتجزين...

قضية د.بان.. أكاديمي يعلن “گوامة عشائرية” ضد زيدان والسوداني والعيداني

أعلن الأكاديمي (أستاذ العلوم السياسية) رائد العزاوي، في تدوينة...

القائمة الرسمية للمنتخب الأولمبي العراقي استعداداً لتصفيات كأس آسيا

  أعلن مدرب المنتخب الأولمبي لكرة القدم (تحت 23 عاماً)...

الأمم المتحدة تحذر من داعش في العراق وسوريا.. لا يزال نشطاً ويعيد تنظيم صفوفه

  حذّر تقرير للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من أن داعش...

يزن الجبوري ينفي استبعاده من الانتخابات: خلل فني تسبب بـ“تفسير مغلوط”

نفى المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، يزن مشعان الجبوري، ما...

ذات صلة

هل يُلدَغ العراق مرّتين؟.. تركيا تعرض على بغداد اتفاقية نفطية “شاملة”.. وتحذيراتٌ من “الخداع العثماني”

شارك على مواقع التواصل

في لحظة يُفترض أن تكون فاصلة بين المصالح والسيادة، تلوّح تركيا من جديد بورقة “الاتفاقية النفطية” مع العراق. في العلن، تتحدث أنقرة عن خط أنابيب يعيد الحياة، وعن شريانٍ اقتصادي يتدفق بمليون ونصف المليون برميل يومياً، لكن خلف الستار، يقرأ سياسيون عراقيون المشهد على أنه فصل جديد من الخداع.

تركيا التي عطّشت العراق عبر بناء السدود وإطلاق المياه بالقطارة، هي نفسها التي ألغت اتفاق 1973 النفطي، وهي نفسها اليوم تعود لتطرح اتفاقية شاملة، فيما الجنوب يئن من العطش، والبصرة غارقة بملوحة أنهارها.

النائب عدنان الجابري، عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية، يرفع الصوت قائلاً عبر “إيشان”: “تركيا ألغت الاتفاق النفطي الموقع مع العراق منذ عام 1973، وضغطت بملف المياه، والآن تضغط بملف النفط المصدر عبر أراضيها”.

ويضيف الجابري: “العراق لن يستطيع الدخول في اتفاقية شاملة، لأسباب عدة، منها شح المياه، وربطه بملفات النفط والتجارة عن طريق التنمية، وتواجد القوات العسكرية التركية في أراضي الشمال العراقي، وهذا لا يمكن العراق من الدخول في اتفاقية شاملة، لأنها تحتاج إلى تفاصيل كثيرة”.

ويحذّر الجابري من أن “ربط ملف المياه بهذه الملفات يعني إهدار الوقت، والعراق يعاني من الشح.. وعلى الدولة التركية أن ترسل للعراق رسالة أن هناك حسن جوار، واحترام للحقوق المائية، وهنا يستطيع العراق أن يدخل باتفاقية شاملة”.

وذكّر النائب، بالمأساة: “الجنوب يعاني من العطش، والبصرة تملحت أنهارها بسبب دخول مياه كبيرة من البحار إلى دجلة والفرات وشط العرب، ووصلت إلى مناطق البصرة”.

النائب ثائر مخيف، عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار، يذهب أبعد: “تركيا عملت على كثير من الأمور التي من شأنها أن تضغط على العراق، وتأخذ في مفاوضاتها مكاسب تلو أخرى، دون أن تحقق 1 بالمئة من هذه الاتفاقيات شيئاً للعراق”.

ثم يكشف مخيف: “قبل أيام قالوا إنهم سيطلقون كميات من المياه، ولكنها كانت كذبة. وأخشى أن تركيا تقوم بفعاليات دبلوماسية سياسية، لكنها دائماً تصب في صالحهم، ما لم تكن هذه الاتفاقيات مبرمة دولياً، وبإشراف أممي”.

ولأن الخداع يتكرر، يذكّر مخيف بحقيقة أخرى: “تركيا لا تخضع حتى للجانب الأممي.. وعندما وُضع العراق في لائحة التراث العالمي للمسطحات المائية، والمفروض أن تلزم تركيا وإيران بإطلاق المياه إليها، لكنهما لم يوافقا على المقترح”.

ويختم بتحذير: “نأمل من تركيا أن تعي ماذا تتصرف إزاء هذا الملف، وأن العراق لا يمكن أن يسكت على ضيم، خاصة وأن الظمأ بدأ يضرب عموم العراق”.

وتتفق الآراء السياسية، على أن أنقرة بحاجة إلى “اتفاقية شاملة” تنقذ اقتصادها وتفتح لها طريق التنمية، لكنها تعرضها على بغداد كمن يمد كوباً من السمّ المغلف بالعسل. العراق، الممزق بين عطشٍ يزداد وحقول نفطٍ تضخ، يقف أمام امتحان تاريخي: إما أن يفاوض من موقع القوة، فيضمن ماءه قبل نفطه، أو يقع في فخٍ جديد، هذا ما يقوله سياسيون.