نظّمت دائرة قصر المؤتمرات إحدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، صباح الاثنين (27 تشرين الأول 2025) مؤتمراً وسمبوزيوم للرسم الحرّ بعنوان “المرأة العراقية في مواجهة التغيرات المناخية”، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس النواب وقسم شؤون المرأة، تحت شعارٍ معبّر “مناخٌ يتغيّر… وامرأةٌ تُغيّر”.
وأكد مدير عام دائرة قصر المؤتمرات في كلمته الافتتاحية، منتصر صباح الحسناوي، أنّ “المؤتمر يأتي ضمن سلسلة نشاطات سنوية تهدف إلى تعزيز وعي المرأة العراقية بدورها الحيوي في مواجهة التحديات البيئية”، مشيراً إلى أن “جدول أعمال المؤتمر شمل ستة محاور رئيسية ناقشت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المرتبطة بقضية التغير المناخي”.
وأدارت الكاتبة سارة الصراف الجلسة الأولى، التي تناولت ثلاثة محاور أساسية، إذ تحدثت هند محمود شبيب، رئيسة قسم شؤون المرأة في وزارة الثقافة ضمن المحور الأول عن التداعيات الاجتماعية للتغير المناخي على النساء، مشيرة إلى انعكاسات النزوح وشح الموارد وتبدّل أنماط المعيشة على استقرار الأسر.
فيما تناولت الإعلامية جمانة ممتاز في المحور الثاني أثر التغيرات المناخية على الفتيات اليافعات في المناطق الريفية، داعية إلى مبادرات توعية ميدانية تُبرز معاناتهن وتدعم وعي الأجيال الشابة.
أما انتظار فهد من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، فركّزت على دور منظمات المجتمع المدني في دعم خطط التغير المناخي، مشددة على أهمية غرس الوعي البيئي منذ الطفولة لضمان استدامة السلوك البيئي داخل الأسرة والمجتمع.
وفي الجلسة الثانية، التي أدارتها الإعلامية نور الماجد، جرت مناقشة ثلاث أوراق جديدة، إذ تحدثت الدكتورة نِعم نبيل، معاون مدير مركز التغيرات المناخية في وزارة البيئة عن مشاركة المرأة في صياغة وتنفيذ السياسات المناخية عبر المبادرات الميدانية في القرى والأرياف.
كما تناولت الإعلامية آية القيسي دور المرأة في التوعية والتثقيف البيئي، مؤكدة أن الوعي يبدأ من داخل المرأة قبل أن تنقله إلى محيطها الاجتماعي.
فيما اختُتمت الجلسات بعرضٍ قدّمته سحر فيض الله من وزارة التخطيط حول التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية، مستعرضة بيانات ميدانية عن نسب الفقر في الأرياف ودور النساء في الأهوار بتحمل أعباء المعيشة الصعبة وإنتاج الألبان.
وبالتزامن مع جلسات المؤتمر، أُقيم سمبوزيوم للرسم الحرّ جسّد معاناة المرأة في ظل التغيرات المناخية، بمشاركة نخبة من الفنانات التشكيليات شمل : دينا ثامر القيسي، ريتا حسان، ندى الحسناوي، نبراس هاشم، نسرين الملا، ميلاد محمد، ونور عبد علي، اللواتي قدمنّ أعمالاً فنية عبّرت عن رمزية الصمود والأمل في مواجهة الجفاف والتحديات البيئية.
واختُتمت فعاليات المؤتمر بالتأكيد على أن تمكين المرأة العراقية في مواجهة التغيرات المناخية مسؤولية وطنية مشتركة، تتطلب تنسيقاً وثيقاً بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي، من أجل بناء مجتمعٍ أكثر وعياً واستدامةً بيئياً.
وحضر الفعالية جمعٌ من ممثلي منظمات المجتمع المدني، وباحثين مختصين، وأصحاب المحتوى الهادف، إضافة إلى وسائل الإعلام المحلية التي واكبت الحدث.
