اخر الاخبار

التقسيم يعصفُ بسوريا.. هل تتحقق الدويلات الطائفية؟

بعد أشهر من هدوء حذر شهدته سوريا إثر سقوط...

“الضغوط القصوى” تسخن صيف العراق.. ماذا بعد وقف الغاز الإيراني؟

بعد وصول سياسة "الضغوط القصوى" التي أقرتها إدارة ترامب...

تقرير سعودي: إدارة الشرع تستعيد وجه القاعدة بالقتل على الهوية

رد تقرير، نشرته صحيفة "العرب" السعودية، على الإدارة السورية...

بعد “إبادة العلويين”.. أمريكا تدعو سوريا إلى محاسبة مرتكبي المجازر

دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، السلطات السورية بإدارة...

ذات صلة

واشنطن تراجع إعفاءاتها.. ماذا تريد الولايات المتحدة من العراق في مجال الطاقة؟

شارك على مواقع التواصل

في خطوة تعكس تصاعد الضغوط الأميركية على إيران وشركائها التجاريين، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها بصدد مراجعة جميع الإعفاءات الحالية من العقوبات التي توفر لطهران أي دعم اقتصادي أو مالي.

وشددت واشنطن على ضرورة إنهاء اعتماد العراق على مصادر الطاقة الإيرانية في أسرع وقت ممكن،

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أكدت أن واشنطن لم تتخذ بعد قرارًا بشأن تجديد الإعفاء الذي يسمح للعراق بسداد مستحقات وارداته من الكهرباء الإيرانية.

وقالت بروس:“ليس لدينا ما نعلنه فيما يتعلق بالإعفاء الحالي من الكهرباء الذي ينتهي في الثامن من مارسنراجع جميعالإعفاءات الحالية من العقوبات التي توفر لإيران أي قدر من الدعم الاقتصادي أو المالي.

وأضافت، في أول إفادة لها خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ترحب بالتزام الحكومة العراقية بتحقيق الاستقلال في قطاع الطاقة، معتبرةً ذلك خطوة ضرورية لتعزيز أمن العراق واستقلاله الاقتصادي.

مستقبل الإعفاءات الأميركية

من المقرر أن تنتهي صلاحية الإعفاءات الأخيرة التي منحتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في 7 مارس 2025، بعد مرور 120 يومًا على سريانها. وكانت إدارة ترامب قد أعربت، في مذكرة للأمن القومي بتاريخ 4 فبراير 2025، عن نيتها عدم تجديد الإعفاءات، في إطار استراتيجيتها لممارسة “أقصى درجات الضغط” على إيران.

العراق والطاقة: بين الاكتفاء الذاتي والتحديات

رغم أن العراق يعدّ منتجًا رئيسيًا للطاقة، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في مجالي الغاز والكهرباء، ما يجعله يعتمد على الواردات الإيرانية لتغطية جزء كبير من احتياجاته. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن بغداد أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق الاستقلال الطاقوي.

تراجع الإمدادات الإيرانية وتأثير العقوبات

في السنوات الماضية، كانت إيران تزوّد العراق بحوالي 10 غيغاواط من الكهرباء، لكنها خفضت هذه الإمدادات مؤخرًا إلى 1.5 غيغاواط فقط، بسبب التحديات الاقتصادية التي تواجهها. كما أوقفت طهران جزءًا كبيرًا من صادرات الغاز إلى بغداد، ما يزيد من المخاوف بشأن استقرار شبكة الكهرباء العراقية خلال الأشهر المقبلة.

وبحسب مصادر في وزارة الكهرباء العراقية، فإن البلاد تحتاج إلى 50 ألف ميغاواط لتلبية احتياجاتها في فصل الصيف، بينما تعتمد منظومة الكهرباء حاليًا على الغاز الإيراني لتوليد 40% من إنتاجها الحالي البالغ حوالي 20 ألف ميغاواط.

التداعيات والسيناريوهات المستقبلية

مع احتمال توقف الإعفاءات الأميركية، يواجه العراق تحديات إضافية في تأمين إمدادات الطاقة، مما قد يدفعه إلى البحث عن بدائل، مثل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز التعاون مع دول أخرى لتأمين احتياجاته.

وبينما تسعى الحكومة العراقية إلى تعزيز بنيتها التحتية في مجال الطاقة، يبقى التساؤل الأهم: هل سيتمكن العراق من تحقيق الاستقلال الطاقوي في الوقت المناسب، أم أن العقوبات الأميركية ستفرض عليه واقعًا جديدًا يزيد من تعقيد أزمته الكهربائية؟

ومع اقتراب موعد انتهاء الإعفاءات، تظل الخيارات المتاحة أمام بغداد محدودة، حيث يواجه العراق ضغوطًا دولية من جهة، وتحديات داخلية مرتبطة بتأمين الطاقة من جهة أخرى. وبينما تسعى واشنطن إلى فرض سياستها في الحد من النفوذ الإيراني، يبقى مصير العراق في تحقيق الاكتفاء الذاتي رهنًا بقدرته على التكيف مع المتغيرات السياسية والاقتصادية المقبلة