اخر الاخبار

ما نفعُ العمليات الكبرى؟.. هجمات صلاح الدين الدامية “تحفز” قادة الأمن لملاحقة بقايا الإرهاب

عاد سيناريو الرعب والإرهاب مجدداً إلى أذهان العراقيين، بعد...

المشهداني نحو كرسي رئيس البرلمان.. هل سيواجه الحلبوسي “طعنة” جديدة؟

من المفترض، أن تنتهي قصة منصب رئيس البرلمان، يوم...

المالية تعلن إطلاق رواتب موظفي كردستان والرعاية الاجتماعية

أعلنت وزارة المالية، اليوم الثلاثاء، إطلاق تمويلات الرواتب لموظفي...

ذات صلة

خشية من اندثار زعاماته.. الإطار التنسيقي يحاصر شعبية “ابن ميسان” بقانون انتخابي جديد

شارك على مواقع التواصل

في كل دورة نيابية، يترك كل شيء يخص المواطنين، وتركز الكتل على قانون الانتخابات، فمنذ العام 2003 وإلى اليوم، تشهد الأروقة السياسية العراقية سجالاً مستمراً حول قانون الانتخابات، ليتحول إلى أشبه بلعبة “جر الحبل”، فكل طرف قوي يحاول جر القانون لصالحه.

وبينما يجري حديث “جدي” على تغيير قانون الانتخابات، يقف مقتدى الصدر بقواعده الشعبية، ناطراً مخرجات هذا الحراك، وكل شيء عند زعيم التيار الصدري بردة فعل “محسوبة وغير محسوبة”، لذا فإن الإطار التنسيقي يعلم جيداً أن أي تغيير بالقانون لا يلائم مزاج الصدر فإنه سيواجه “بردة فعل” وربما صمت أطول.

قلق من ارتفاع شعبية السوداني

وبدأ الفرقاء السياسيون يقلقون من الاحصائيات التي تتحدث عن ارتفاع بشعبية رئيس الوزراء، ففي استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب الأميركي أن غالبية العراقيين يرون أن العراق يقف على أرض أكثر صلابة وذلك رغم هيمنة حالة عدم الاستقرار على البلاد خلال السنوات الماضية.

وابدى 56 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ثقتهم بحكومة السوداني التي تم تشكيلها أواخر عام 2022 وهي اعلى نسبة تأييد لرئيس وزراء في العراق منذ 2008.

وكلف الإطار التنسيقي السوداني برئاسة الحكومة لأسباب عدة، منها كونه ابن رجل أعدمه نظام صدام حسين السابق، وايضاً كونه ينحدر من عائلة ميسانية جنوبية، وأيضاً، كونه من عراقيي الداخل، ولم ينشأ ضمن المعارضة الخارجية، ليتصاعد الدعم السياسي من كافة الفرقاء السياسيين، لكنه سرعان ما بدأ يتلاشى بعد سنة من تكليفه، لأسباب كثيرة، منها انتخابية.

وفي ظل هذه الأرقام التي يصاحبها هدوء في الداخل الذي يلمس فيه المواطنون تحسنا ملحوظا في كافة القطاعات لابد وان يتوتر البعض من ان يثبت السوداني قدميه لفترة ولاية ثانية بعد الانتخابات المقبلة.

ولهذا السبب، فإن الحديث عن تغير قواعد اللعبة الانتخابية لم يأتِ من فراغ، بل هناك خشية لدى بعض القوى السياسية داخل الاطار التنسيقي، وتؤكد صحة هذا الطرح تصريحات زعيم تيار الحكمة في العراق، عمار الحكيم، والتي قال فيها إن هواجس بعض الأحزاب من صعود السوداني دفعهم إلى اقتراح تعديل قانون الانتخابات بنظام الدوائر لمنع فوزه في الانتخابات التشريعية المقبلة.

تلك الحالة تدفع لطرح عدد من الأسئلة وهي لماذا يهدف احد إلى تعديل القانون في ظل قانون موجود وتم الاتفاق عليه والعمل به في الانتخابات الماضية علما بان هذه هي المرة السابعة التي يتم تغيير القانون الانتخابي العراقي منذ سقوط نظام صدام حسين؟ ولماذا يتم طرح فكرة تعديل القانون في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد توترا امنيًا في العراق وتسعى فيها الحكومة إلى اخراج القوات الأجنبية من البلاد؟ وإذا كانت الانتخابات التشريعية مقررة في نهايات 2025 فلماذا يتحدث البعض عن قانون الانتخابات الآن أي قبل اكثر من عام ونصف على اقل تقدير على موعدها؟

لا تبدو النوايا طيبة من خلال طرح مثل هذه الفكرة وهو ما دفع الحكيم للدفاع عن قانون الانتخابات الحالي، الذي أجري عليه اقتراع مجالس المحافظات في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقال إن القوى السياسية اتفقت عليه بعد 6 أشهر من النقاشات، ولأول مرة في العراق يصبح هناك قانون واحد لانتخابات مجلس النواب والمحافظات، وكانت مخرجاته طيبة، ولم تسجل أي شكوى حمراء على العملية الانتخابية وجميع القوى حصلت على ما يناسب أحجامها من المقاعد.

ربما كان السبب وراء طرح هذه الفكرة هو التحليل الذي أجراه الإطار التنسيقي (الائتلاف الحاكم في العراق) لنتائج انتخابات المحافظات والذي اظهر ان رئيس الوزراء سيتمكن من تأمين حصة كبيرة في البرلمان خلال الانتخابات المقبلة قد تصل إلى نحو 60 مقعدا، مستندا على أداء حكومي رفيع وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة.

وهنا لابد من الإشارة إلى بعض الخيارات الأخرى التي يتم تداولها في ممرات النخبة والقرار، على سبيل المثال ان تتوافق القوى السياسية فيما بينها على توقيع تعهد لرئيس الوزراء بإعادة تكليفه للدورة الثانية مقابل عدم مشاركته بقائمة مستقلة في الانتخابات المقبلة.

ومن المعلوم ان وعودا شبيهة بذلك تم إعطائها لرئيس مجلس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بان لا يشكل قائمته الانتخابية مقابل إعادة تكليفه، ولم يحصل.

فيما طرح رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فكرة جديدة لإبعاد السوداني والمحافظين من أمثال محافظ كربلاء والبصرة عن الساحة الانتخابية عندما قال في مقابلة تلفزيونية إنه ينبغي على من يريد الاشتراك في الانتخابات وهو في السلطة التنفيذية الاستقالة قبل الانتخابات بستة اشهر، لكنه نسى او ربما تناسى ان اغلبية رؤساء الوزراء السابقين بمن فيهم نفسه لهم كتل سياسية ودخلوا الانتخابات وهم على رأس السلطة وكذلك حيدر العبادي.

باختصار، لم يكن كثير من السياسيين العراقين يتوقعون ان يسطع نجم السوداني بهذه السرعة ولا ان يكون اداؤه منضبطا وملموسا إلى هذا الحد، فبدأت المخاوف من بروز رمز قيادي جديد في الساحة السياسية وهذا ما لا تبتغيه القيادات التقليدية، فبدأت النيران الصديقة تصيب موكب رئيس الوزراء وتحاول منعه من المشاركة الانتخابية او الوصول الى منصب رئيس مجلس الوزراء للدورة الثانية، الا ان هذه القوى تغامر بسمعتها وشعبيتها امام الجمهور الذي بدأ يتنفس الصعداء ويشم رائحة الاستقرار والازدهار التدريجي منذ 16 شهرا ويريد الشعب استمراره.